قابلني صديقي في اجتماعات الصفاء
وتبسم ضاحكا ً حين رآني جالسا ًً في إباء
ذكّرني حيث كنا في طريق واحد سواء
شعارنا في الله إخوة وبعضنا لبعض فداء
فأشحت بوجهي عنه بعيدا ً في استياء
وأبنت بقلبي حقدا ً وصددت عنه بازدراء
وقلت بالله دعني ماعدت أرغب في اللقاء
وقمت ماشيا ً وقلت ياصاح قدحل المساء
فقال أيه الحبيب أمهلني قليلا ً عله آخرلقاء
فأجبت بغيض مرضت ُ فلم تزرني أين الإخاء
فأجاب باضطراب ٍ الحمدلله إذأعطاك الشفاء
قلت عذرا ً لاتزرني وانس أي معنى ً للنقاء
قال لي وداعا ً وظل يسأل عني الأصدقاء
ماكان في قلبه مثقال ذرة حقد أوجفاء
ويوم أن سألت الطبيب من أعطاني الدواء
ومن أعطاني إحدى كليتيه على السواء
أجاب الطبيب ذاك شخص ٌ لم يرد أي جزاء
قلت أخبرني علني أرد جزءا ً من معاني الوفاء
قال أخوك في الله أعطاك من جسمه دواء
فبكيت لما رأيت فيه أجمل معاني الوفاء
وذهبت إليه واضعا ً خدي على أرض الشواء
كي يدوس قلة المعروف مني ويشب الناربالهواء
فأتى إلي رافعا ً خدي وضمني بحنان رغم العداء
قال لاتحزن نحن في الله إخوه وبعضنا لبعض فداء .